كوب الشاي

منذ أربعين سنة، وهو يمد يده بالقهوة والشاي لزوار الحرم النبوي، يصبها بنفسه، يبتسم، يُنصت، ثم يودع… ويبدأ من جديد.

أتأمل في حياة هذا الرجل الطيب، الذي ضجت لخبر وفاته وسائل التواصل بالدعاء والذكر الحسن، حياة جديرة بالتأمل..

آلاف من الوجوه عرفته، مروا به، تفيؤوا ظلال كرمه،ثم مضوا وهو باق كما هو، كأنما نذر عمره لهذا العمل.

وهكذا كان على مدى سنوات ملازماً لعمل بسيط فيما يبدو لنا، والله وحده يعلم قدر مشقته.

أتأمل هذا الثبات، وهذه الديمومة التي لا يطيقها المزاج المتقلب، ولا يقدر عليها إلا قلب صادق.

قلب تواطأ فيه الفعل مع النية، فاستقامت له الخطى كل يوم، لا تكل ولا تمل، ولا أظنه – هو أو غيره – يُعان على مثل هذا إلا بتوفيق الله، ثم صدق الطوية، ولا نزكي على الله أحدًا.

كثير من يبدأ، وقليل من يثبت..

 

النية الصادقة لا تخضع للمزاج، بل تجر الجسد جراً، ليستوفي ما عزم عليه، حتى ينعم بعدها في..

“يوم ينفع الصادقين صدقهم”.

0 ردود

اترك رداً

تريد المشاركة في هذا النقاش
شارك إن أردت
Feel free to contribute!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *