عطاء غير منقطع

منذ أربعين سنة وهو يعد الشاي والقهوة بيده ليسقي المارين من زوار الحرم المدني.

أتأمل في حياة هذا الرجل الطيب الذي ضجت لخبر وفاته وسائل التواصل بالدعاء والذكر الحسن،وهي حياة جديرة بالتأمل، يعرفه مئات بل آلاف من الناس يقصدون مكانه ويحييهم بود وبشاشة، يجلسون إليه يحادثونه ثم يودعونه ليفسحوا لغيرهم وقد أخذوا حصتهم من الكوب الساخن يمضون ويأتي غيرهم وهكذا طيلة هذه السنوات وهذا الرجل ملازم لهذا العمل البسيط – فيما يبدو لنا – والله يعلم قدر مشقته.

أتأمل ديمومة عمله وقدرته على الاستمرار كل يوم ولسنوات، ولا أظنه هو أو غيره يُعان على مثل هذه الأعمال المتصلة إلا  بتوفيق الله وصدق الطوية ولا نزكي على الله أحداً.

فالإنسان قد يوفق لعمل فيه خير وإحسان لكن العبرة في الثبات على هذا العمل وملازمته، ومجاهدة النفس فيه حتى يغدو جزءاً أساسياً من حياته لا ينفك عنه، رغم الظروف وتقلب المزاج، وهنا تحديدا عند تقلب الأمزجة ينكشف الصدق .

فالنية الصادقة لا تخضع للمزاج، بل تحمل الجسد حملاً لاستيفاء صدق نواياه ليتنعم بعد ذلك في “يوم ينفع الصادقين صدقهم”.

 

0 ردود

اترك رداً

تريد المشاركة في هذا النقاش
شارك إن أردت
Feel free to contribute!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *